فصل: الباب الثالث في أمور بعد الدفن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


 الباب الثالث في أمور بعد الدفن وفيه أربعة فصول

 الفصل الأول في سؤال القبر

42494- إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له‏:‏ ما كنت تعبد‏؟‏ فإن الله هداه قال‏:‏ كنت أعبد الله، فيقال له‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ هو عبد الله ورسوله؛ فما يسأل عن شيء غيرها، فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له‏:‏ هذا بيتك كان في النار ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك به بيتا في الجنة، فيقول‏:‏ دعوني أذهب فأبشر به أهلي‏!‏ فيقال له‏:‏ اسكن‏.‏ وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقال له‏:‏ ما كنت تعبد‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري، فيقال له‏:‏ لا دريت ولا تليت، فيقال‏:‏ فما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ كنت أقول ما يقول الناس؛ فيضرب به بمطرق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين‏.‏

‏(‏د - عن أنس‏)‏ ‏(‏أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في المسألة في القبر وعذاب القبر رقم 451‏؟‏‏؟‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

42495- إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول‏:‏ أيتها النفس الطيبة‏!‏ اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان‏!‏ فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا‏:‏ ما هذه الروح الطيبة‏!‏ فيقولون‏:‏ فلان بن فلان‏!‏ بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة - فيقول الله عز وجل‏:‏ اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولون له‏:‏ من ربك‏؟‏ فيقول‏:‏ ربي الله، فيقولون له‏:‏ ما دينك‏؟‏ فيقول‏:‏ ديني الإسلام، فيقولان له‏:‏ ما هذا الرجل الذي بعث فيكم‏؟‏ فيقول‏:‏ هو رسول الله، فيقولان له‏:‏ وما علمك‏؟‏ فيقول‏:‏ قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء أن صدق فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول‏:‏ أبشر بالذي يسرك‏!‏ هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له‏:‏ من أنت‏؟‏ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول‏:‏ أنا عملك الصالح فيقول‏:‏ رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي‏.‏

وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول‏:‏ أيتها النفس الخبيثة‏!‏ اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فيفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود ‏(‏السفود‏:‏ بوزن التنور الحديدة التي يشوى بها اللحم‏.‏ المختار 300‏.‏ ب‏)‏ من الصوف المبلول فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفه وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا‏:‏ ما هذا الروح الخبيث‏؟‏ فيقولون‏:‏ فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا - حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ ‏{‏لا تفتح لهم أبواب السماء‏}‏ فيقول الله عز وجل‏:‏ اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى‏!‏ فتطرح روحه طرحا، فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له‏:‏ من ربك‏:‏ فيقول‏:‏ هاه‏!‏ هاه‏!‏ لا أدرى، فيقولان له‏:‏ ما دينك‏؟‏ فيقول‏:‏ هاه‏!‏ هاه‏!‏ لا أدري، فيقولان له‏:‏ ما هذا الرجل الذي بعث فيكم‏؟‏ فيقول‏:‏ هاه‏!‏ هاه‏!‏ لا أدري، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك‏!‏ هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول‏:‏ من أنت‏؟‏ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول‏:‏ أنا عملك الخبيث فيقول‏:‏ رب‏!‏ لا تقم الساعة‏.‏

‏(‏حم ‏(‏أخرجه الإمام أحمد في مسنده ‏(‏4/286/296‏)‏‏.‏ ص‏)‏، د وابن خزيمة، ك، هب والضياء - عن البراء‏)‏‏.‏

42496- إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحا قالوا‏:‏ اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب‏!‏ اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان‏!‏ فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها، فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فيقولون‏:‏ فلان، فيقال‏:‏ مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب‏!‏ أدخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان‏!‏ فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها السماء التي فيها الله تبارك وتعالى‏.‏ فإذا كان الرجل السوء قالوا‏:‏ اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث‏!‏ اخرجي ذميمة وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج‏!‏ فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها السماء فيستفتح لها، فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فيقال‏:‏ فلان، فيقال‏:‏ لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث‏!‏ ارجعي ذميمة، فإنها لا تفتح لك أبواب السماء، فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف ‏(‏مشعوف‏:‏ الشعف‏:‏ شدة الفزع حتى يذهب بالقلب‏.‏ النهاية 2/481‏.‏ ب‏)‏ ثم يقال‏:‏ فيم كنت‏؟‏ فيقول‏:‏ كنت في الإسلام، فيقال له‏:‏ هل رأيت الله‏؟‏ فيقول‏:‏ ما ينبغي لأحد أن يرى الله، فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم ‏(‏يحطم‏:‏ سميت النار الحطمة‏:‏ لأنها تحطم كل شيء‏.‏ النهاية 1/403‏.‏ ب‏)‏ بعضها بعضا، فيقال له‏:‏ انظر إلى ما وقاك الله تعالى؛ ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له‏:‏ هذا مقعدك، ويقال له‏:‏ على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله‏.‏ ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا فيقال له‏:‏ فيم كنت‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري، فيقال‏:‏ ما هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ سمعت الناس يقولون قولا فقلته، فيفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له‏:‏ انظر إلى ما صرف الله عنك؛ ثم يفرج له فرجة إلى النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال‏:‏ هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى‏.‏

‏(‏ه ‏(‏أخرجه الإمام أحمد في مسنده ‏(‏6/140‏)‏ وابن ماجه كتاب الزهد باب ذكر القبر والبلى رقم 4268 واسناده صحيح‏.‏ ص‏)‏ عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

42497- إني أوحي إلي إنكم تفتنون في القبور‏.‏

‏(‏ن - عن عائشة‏)‏‏.‏

42498- المسلم إذا سئل في القبر يشهد إن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله ‏{‏يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏‏.‏

‏(‏حم، ق ‏(‏أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير تفسير سورة إبراهيم ‏(‏6/100‏)‏‏.‏ ص‏)‏، 4 عن البراء‏)‏‏.‏

42499- إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله ‏{‏ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت‏}‏‏.‏

‏(‏خ - ‏(‏أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر ‏(‏2/122‏)‏‏.‏ ص‏)‏ عن البراء‏)‏‏.‏

42500- إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما‏:‏ ‏(‏المنكر‏)‏ والآخر ‏(‏النكير‏)‏ فيقولان‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول ما كان يقول‏:‏ هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان‏:‏ قد كنا نعلم أنك تقول هذا‏!‏ ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال‏:‏ نم، فيقول‏:‏ أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان‏:‏ نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال‏:‏ سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله، لا أدري، فيقولان‏:‏ قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض‏:‏ التئمي عليه، فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك‏.‏

‏(‏ت ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر رقم 1071 وقال حسن غريب‏.‏ ص‏)‏ - عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

42501- ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار‏!‏ وقد أوحى إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال، يؤتي أحدكم فيقال‏:‏ ما علمك بهذا الرجل‏؟‏ فأما المؤمن أو الموقن فيقول‏:‏ هو محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا، هو محمد - ثلاثا، فيقال له‏:‏ نم صالحا، قد علمنا أن كنت لموقنا به؛ وإن المنافق أو المرتاب فيقول‏:‏ لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته‏.‏

‏(‏حم، ق ‏(‏أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب من أجباب الفتيا 1/32‏.‏ ص‏)‏ - عن أسماء بنت أبي بكر‏)‏‏.‏

42502- إذا رأى المؤمن ما فسح له في قبره فيقول‏:‏ دعوني أبشر أهلي‏!‏ فيقال له‏:‏ اسكن‏.‏

‏(‏حم والضياء - عن جابر‏)‏‏.‏

42503- إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه - حتى أنه يسمع قرع نعالهم - أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل - لمحمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فأما المؤمن فيقول‏:‏ أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له‏:‏ انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا، ويفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون؛ وأما الكافر والمنافق فيقال له‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له‏:‏ لا دريت ولا تليت‏!‏ ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة من بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه‏.‏

‏(‏حم، ق ‏(‏أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر 2/123‏.‏ ص‏)‏، د، ن - عن أنس‏)‏‏.‏

42504- إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه‏.‏

‏(‏ت، ه، ك - عن عثمان ابن عفان‏)‏‏.‏

42505- فتنة القبر في‏!‏ فإذا سئلتم عني فلا تشكوا‏.‏

‏(‏ك - عن عائشة‏)‏‏.‏

الإكمال من سؤال القبر

42506- إذا دخل الإنسان قبره حف به عمله الصالح‏:‏ الصلاة والصيام، فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده، ومن نحو الصيام فيرده، فيناديه‏:‏ اجلس، فيجلس، فيقول له‏:‏ ما تقول في هذا الرجل‏؟‏ قال‏:‏ من‏؟‏ قال‏:‏ محمد، فيقول‏:‏ أشهد أنه رسول الله، فيقول‏:‏ وما يدريك‏؟‏ أدركته‏؟‏ قال‏:‏ أشهد أنه رسول الله، يقول‏:‏ على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث؛ وإن كان فاجرا أو كافر جاءه الملك ليس بينه وبينه شيء يرده فأجلسه ويقول‏:‏ ما تقول في هذا الرجل‏؟‏ قال‏:‏ وأي رجل‏؟‏ قال‏:‏ محمد‏؟‏ فيقول‏:‏ والله ما أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيقول الملك‏:‏ على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث، وتقيض له دابة في قبره سوداء مظلمة، معها سوط ثمرته ‏(‏ثمرته‏:‏ أي طرفه الذي يكون في أسفله‏.‏ أ ه 1/21‏؟‏‏؟‏ النهاية‏.‏ ب‏)‏ جمرة مثل عرف البعير‏:‏ فتضربه ما شاء الله، صماء لا تسمع صوته فترحمه‏.‏

‏(‏حم ‏(‏أخرجه أحمد في مسنده 6/352‏.‏ ص‏)‏، طب - عن أسماء بنت أبي بكر‏)‏‏.‏

42507- إن المؤمن يقعد في قبره حتى ينكفئ عنه من شهده، فيقال له‏:‏ رجل يقال له ‏(‏محمد‏)‏ فإن كان مؤمنا قال‏:‏ هو عبد الله ورسوله، فيقال له‏:‏ نم، نم، نامت عيناك‏!‏ وإن كان غير مؤمن قال‏:‏ والله ما أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ويخوضون فخضته، فيقال له‏:‏ نم، لا نامت عيناك‏.‏

‏(‏طب - عن أسماء بنت أبي بكر‏)‏‏.‏

42508- إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد ال‏.‏ انتهار فيقال له‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول المؤمن‏:‏ أقول‏:‏ إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبده، فيقول له الملك‏:‏ انظر إلى مقعدك الذي كان لك في النار، قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة، فيقول المؤمن‏:‏ دعوني أبشر أهلي، فيقال له‏:‏ اسكن؛ وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقال له‏:‏ لا دريت‏!‏ هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة، قد أبدلت منه مقعدك من النار، فيبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه‏.‏

‏(‏حم - عن جابر‏)‏ ‏(‏أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/340‏؟‏‏؟‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

42509- يا أيها الناس‏!‏ إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دفن وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال‏:‏ ما تقول في هذا الرجل‏؟‏ فإن كان مؤمنا قال‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول له‏:‏ صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار، فيقول‏:‏ هذا كان منزلك لو كفرت بربك، فأما إذا آمنت فهذا منزلك؛ فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له‏:‏ اسكن، ويفسح له في قبره؛ وإن كان كافرا أو منافقا قيل له‏:‏ ما تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول‏:‏ لا دريت ولا تليت ولا اهتديت‏!‏ ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول‏:‏ هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت به فإن الله تعالى أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله عز وجل كلهم غير الثقلين، فقال بعض القوم‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك، فقال‏:‏ ‏{‏يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت‏}‏‏.‏

‏(‏حم ‏(‏أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/‏؟‏‏؟‏‏.‏ ص‏)‏ وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي عاصم في السنة، وابن جرير، ق في عذاب القبر - عن أبي سعيد، وصحح‏)‏‏.‏

 الفصل الثاني في عذاب القبر

42510- استجيروا بالله من عذاب القبر‏!‏ فإن عذاب القبر حق‏.‏

‏(‏طب - عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص‏)‏‏.‏

42511- استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من جهنم، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، استعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات‏.‏

‏(‏خد، ت، ن - عن أبي هريرة‏)‏ ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3599‏.‏ ص‏)‏‏.‏

42512- استعيذوا بالله من عذاب القبر، إنهم يعذبون في قبورهم عذابا يسمعه البهائم‏.‏

‏(‏حم، طب - عن أم مبشر‏)‏‏.‏

42513- إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، تعوذوا بالله من عذاب النار، تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال‏.‏

‏(‏حم، م ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2867‏.‏ ص‏)‏ - عن زيد بن ثابت‏)‏‏.‏

42514- ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه‏.‏

‏(‏ك - عن ابن عمر‏)‏‏.‏

42515- لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي‏.‏

‏(‏ع والضياء - عن أنس‏)‏‏.‏

42516- عذاب القبر حق‏.‏

‏(‏خط - عن عائشة‏)‏‏.‏

42517- إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم‏.‏

‏(‏طب - عن ابن مسعود‏)‏‏.‏

42518- إن سعد ضغط في قبره ضغطة فسألت الله أن يخفف عنه‏.‏

‏(‏طب - عن ابن عمر‏)‏‏.‏

42519- إن للقبر ضغطة، لو كان أحد ناجيا‏؟‏‏؟‏ منها نجا سعد ابن معاذ‏.‏

‏(‏حم - عن عائشة‏)‏‏.‏

42520- الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن لكل ذنب بقي عليه ولم يغفر له‏.‏

‏(‏الرافعي في تاريخه - عن معاذ‏)‏‏.‏

42521- طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم‏.‏

‏(‏- ‏(‏وهكذا أورده السيوطي في الجامع الصغير بلا عزو وذكر الذهبي في الميزان أن في سنده عبد الله بن أبي غسان الافريقي‏.‏ ص‏)‏ - عن ابن عمر‏)‏‏.‏

42522- عذاب القبر حق، فمن لم يؤمن به عذب‏.‏

‏(‏ابن منيع - عن زيد بن أرقم‏)‏‏.‏

42523- لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي‏.‏

‏(‏طب - عن أبي أيوب‏)‏‏.‏

42524- لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضم ضمة ثم روخى عنه‏.‏

‏(‏طب - عن ابن عباس‏)‏‏.‏

42525- لو أنتم تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاما على شهوة أبدا، ولا شربتم شرابا على شهوة أبدا، ولا دخلتم بيتا تستظلون به، ولمررتم إلى الصعدات تلدمون ‏(‏تلدمون‏:‏ الالتدام‏:‏ ضرب النساء وجوهن في النياحة‏.‏ أ ه 4/245 النهاية‏.‏ ب‏)‏ صدوركم وتبكون على أنفسكم‏.‏

‏(‏ابن عساكر - عن أبي الدرداء‏)‏‏.‏

42526- لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل أكلة ولا شرب شربة إلا وهو يبكي ويضرب على صدره‏.‏

‏(‏ط، ص - عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

42527- لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر‏.‏

‏(‏حم، م ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2868‏.‏ ص‏)‏، ن - عن أنس‏)‏‏.‏

42528- ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه‏.‏

‏(‏ت، ه، ك - عن عثمان‏)‏‏.‏

42529- إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال‏:‏ هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة‏.‏

‏(‏ق، ت، ه - عن ابن عمر‏)‏‏.‏

42530- يكسى الكافر لوحين من نار في قبره‏.‏

‏(‏ابن مردويه - عن البراء‏)‏‏.‏

الإكمال من عذاب القبر

42531- إنكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال‏.‏

‏(‏حم - عن عائشة‏)‏‏.‏

42532- أففت من صاحب هذا القبر الذي سئل عني فشك في‏.‏

‏(‏طب - عن رباح بن صالح بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده‏)‏‏.‏

42533- إني مررت بقبر وهو يسأل عني فقال‏:‏ لا أدري، فقلت‏:‏ لا دريت‏.‏

‏(‏البغوي وابن السكن وابن قانع، طب - عن أيوب بن بشير المعاوي عن أبيه؛ قال البغوي‏:‏ ولا أعلم له غيره، وفي الإصابة‏.‏ اسم أبيه اكال‏)‏‏.‏

42534- إنها كانت امرأة مسقامة فذكرت شدة الموت وضغطة القبر فدعوت الله أن يخفف عنها - يعني ابنته زينب‏.‏

‏(‏ك - عن أنس‏)‏‏.‏

42535- الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن لكل ذنب بقي عليه لم يغفر له، وذلك أن يحيى بن زكريا ضمه القبر ضمة في أكلة شعير‏.‏

‏(‏الرافعي - عن معاذ‏)‏‏.‏

42536- كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضيق زينب وكان ذلك يشق علي فدعوت الله عز وجل أن يخفف عنها ففعل، ولقد ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الجن والإنس‏.‏

‏(‏طب، قط في العلل وقال‏:‏ مضطرب - عن أنس؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات‏)‏‏.‏

42537- تضايق على صاحبكم قبره وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها، ثم فرج الله عنه‏.‏

‏(‏ابن سعد - عن جابر‏)‏‏.‏

42538- لا إله إلا الله‏!‏ سبحان الله‏!‏ هذا العبد الصالح قد ضيق عليه قبره حتى خشيت أن لا يوسع عليه - يعني سعد بن معاذ‏.‏

‏(‏الحكيم - عن جابر‏)‏‏.‏

42539- لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد، ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول‏.‏

‏(‏ابن سعد - عن سعيد المقبري مرسلا‏)‏‏.‏

42540- لو أفلت أحدكم من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي‏.‏

‏(‏طب - عن البراء بن عازب عن أبي أيوب أن صبيا دفن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره‏)‏‏.‏

42541- يضغط المؤمن فيه - يعني القبر - ضغطة تزول منها حمائله، ويملأ على الكافر نارا‏.‏

‏(‏حم والحكيم - عن حذيفة؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، ورد عليه ابن حجر في القول المسدد‏)‏‏.‏

42542- غيب لا يعلمه إلا الله‏!‏ ولولا تمزع ‏(‏تمزع‏:‏ وفي حديث معاذ ‏(‏حتى تخيل إلى أن أنفه يتمزع من شدة غضبه‏)‏ أي يتقطع ويتشقق غضبا‏.‏ أ ه 4/325 النهاية‏.‏ ب‏)‏ قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع‏.‏

‏(‏حم، طب - عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال‏:‏ إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبورهما‏!‏ قالوا‏:‏ وحتى متى هما يعذبان‏؟‏ قال - فذكره‏)‏‏.‏

42543- يا أبا أيوب أتسمع ما أسمع‏؟‏ أسمع أصوات اليهود يعذبون في قبورهم‏.‏

‏(‏طب - وهو لفظه؛ حم، خ، م، ن - عن البراء عن أبي أيوب‏)‏‏.‏

42544- يا بلال‏!‏ هل تسمع ما أسمع؛ ألا تسمع أهل القبور يعذبون‏.‏

‏(‏ك - عن أنس‏)‏‏.‏

42545- لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه‏:‏ إن هذه الأمة تبتلى في قبورها‏.‏ تعوذوا بالله من عذاب النار وعذاب القبر، وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال‏.‏

‏(‏حب - عن أبي سعيد‏)‏‏.‏

42546- يقول القبر للميت حين يوضع فيه ‏(‏ويحك يا ابن آدم‏!‏ ما غرك بي‏؟‏ ألم تعلم أني بيت الظلمة وبيت الفتنة وبيت الوحدة وبيت الدود‏؟‏ ما غرك بي إذ كنت تمشى فدادا ‏(‏فدادا‏:‏ ذو أمل كثير وخيلاء وسعي دائم‏.‏ أ ه 3/2 ‏؟‏‏؟‏النهاية‏.‏ ب‏)‏ فإن كان مصلحا أجاب عنه مجيب القبر فيقول‏:‏ أرأيت أن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‏!‏ فيقول القبر‏:‏ إني إذا أعود عليه خضرا، ويعود جسده عليه نورا، وتصعد روحه إلى رب العالمين‏.‏

‏(‏الحكيم، ع، طب، حل - عن أبي الحجاج الثمالي‏)‏‏.‏

42547- ليس من يوم إلا ويعرض على أهل القبور مقاعدهم من الجنة والنار‏.‏

‏(‏أبو نعيم - عن ابن عمر‏)‏‏.‏

42548- إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال‏:‏ هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة‏.‏

‏(‏مالك، ط، حم، خ، م ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2866‏.‏ ص‏)‏، ت، ن، ه - عن ابن عمر‏)‏‏.‏

42549- يرسل على الكافر حيتان‏:‏ واحدة من قبل رأسه، وأخرى من قبل رجليه، يقرضانه قرضا، كلما فرغتا عادتا - إلى يوم القيامة‏.‏

‏(‏حم والخطيب - عن عائشة‏)‏‏.‏

42550- يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة، ولو أن تنينا منها نفخ على الأرض ما أنبتت خضراء‏.‏

‏(‏حم وعبد بن حميد والدارمي، ع، حب، ض - عن أبي سعيد‏)‏‏.‏